آيات ظاهرها التعارض

هل هناك من تعارض بين :

قوله تعالى :

" إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "

القصص 56


و قوله تعالى :

" وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم " الشورى 52


و قوله تعالى :

" أوما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى "

فصلت 17

والجواب عن ذلك أنه لا تعارض البته لأن مصدر الآيات كلها واحد وهو الله تعالى

إن كان ثمت تعارض شكلى من حيث الألفاظ فالتعارض - حقيقة - فى فهمنا وعقولنا لا فى كتاب الله

لأنه لا يأيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد

هذه قاعدة أصلية في كل ما أشكل علينا فهمه مما نتوهم فيه تعارضا فى كتاب

الله لأننا نظن المحال على الله تعالى


ثانيا : الرد التفصيلى لدرء هذا التعارض المتوهم

قرر أهل العلم أن : الهداية في القرآن نوعان

1- هداية دلالة وإرشاد وتوجيه وتبيين، وهو الذي تقدر عليه الرسل وأتباعهم


ومن هذا النوع قوله تعالى :

" وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم "

(الشورى:52)

أى تبين لهم طريق الهدية فقط اهتدوا أو لم يهتدوا فما على الرسول إلا البلاغ

ومنه قوله سبحانه :

" أوما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " فصلت 17

أى أرشادناهم إلى طريق الهدايه فاستحبوا العمى ورفضواالهداية

ومنه قوله تعالى عن الإنسان :" وهديناه النجدين " البلد 10

أى بينا له طريق الخير وطريق

الشر وعليه أن يختار بكامل إرادته ما يفعل


2- النوع الثانى من الهدايه هو هداية التوفيق والتأييد من الله بالإستجابة


ومن ذلك النوع قوله تعالى : " " إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "

القصص 56

أى عليك هداية الإرشاد والتوجيه وعلينا التوفيق والتأييد

ومنه أيضا قول الحق سبحانه : " أولئك الذين هدى الله "

الأنعام 90

أى وفقهم للهداية

ومنه قوله تعالى :

" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام "

الأنعام 125

ومنه " وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم "

الشورى 52

أى بتوفيق الله لك وللمهتدى